جدول المحتوى
أسباب الفلاح والنجاح في أمور الدين والدنيا
فإن من أسباب الفلاح والنجاح في أمور الدين والدنيا أن يصارح الإنسان نفسه ولا يلتمس لها الأعذار حتى لا يفاجئه الموت ثم يندم وحينها لا ينفع الندم
أخي أخـــتي: ان فضل البكاء من خشية الله عظيم فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظِلَّ إلَّا ظِلُّهُ وذكر منهم: رَجُلٌ ذَكَرَ اللَّهَ خَالِيًا، فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ {صحيح البخاري: 1423}
أخي أختـــي .. سؤال يجول في داخل كثير من المقصرين ونحن جميعا مقصرون نسأل الله أن يعفو عنا عندما نسمع آيات القران تتلى أو أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم أو أخبار السلف الصالح نجد كثيرا من الناس ممن رقت قلوبهم يبكون
فلماذا هم يبكون ولا أبكي؟؟؟؟
أحاول أن اخشع وابكي فلا استطيع !!!
من بجانبي وأمامي وخلفي يبكون . فما السبب؟!
السبب أخي أختي بينه الله تعالى في قوله تعالى: كـَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ {المطففين: 14}
أي بسبب أعمالهم حجبت قلوبهم عن الخير وازدادت في الغفلة. فهذا هو السبب الحقيقي في قلة البكاء من خشية الله تعالى.
يحيون ليلهم بطاعة ربهم
وعيونهم تجري بفيض دموعهم |
بتلاوة وتضرع وسؤال
مثل انهمال الوابل الهطال |
لمـــــــــاذا يبكـــــون؟؟؟
ما الذي جعل هؤلاء يخشعون ويبكون بل ويتلذذون بذلك ونحن لا نبكي؟!
أنهم ابتعدوا عن المعاصي وجعلوا الآخرة نصب أعينهم في حال سرهم وجهرهم عندها صلحت قلوبهم وذرفت دموعهم.
أما نحن فعندما فقدنا هذه الأمور فسدت قلوبنا وجفت عيوننا.
الخشية من الله
أخي أختي..
اعلم أن الخشية من الله تعالى التي يعقبها البكاء لا تأتي ولا تستمر إلا بلزوم ما يلي والاستمرار عليه:
- التوبة إلى الله والاستغفار بالقلب واللسان, حيث يتجه إلى الله تائبا خائفا قد امتلأ قلبه حياء من ربه العظيم الحليم الذي أمهله وأنعم عليه ووفقه للتوبة..
ما أحلم الله عني حين املهني تمر ساعات أيامي بلا ندم
يا زلة كتبت في غفلة ذهبت
د عني أسح دموعا لا انقطاع لها
وقد تماديت في ذنبي ويسترني ولا بكاء ولا خوف و لا حزن
يا حسرة بقيت في القلب تحرقني
فهل عسى عبرة منها تخلصني
وهذا الطريق يتطلب وقفه صادقه قوية مع النفس ومحاسبتها.
- ترك المعاصي والحذر كل الحذر منها. صغيرها وكبيرها ظاهرها وباطنها فهي الداء العضال الذي يحجب القلب عن القرب من الله, وهي التي تظلم القلب وتأتي بالضيق.
- التقرب الله بالطاعات من صوم وصلاة وحج وصدقات و أذكار وخيرات.
- تذكر الآخرة ,والعجب كل العجب أخي وأختي أننا نعلم أن الدنيا ستنتهي وان المستقبل الحقيقي هو الآخرة ولكننا مع هذا لا نعمل لهذا المستقبل الحقيقي الدائم. قال تعالى: مَّن كَانَ يُرِيدُ الْعَاجِلَةَ عَجَّلْنَا لَهُ فِيهَا مَا نَشَاء لِمَن نُّرِيدُ ثُمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّمَ يَصْلاهَا مَذْمُوماً مَّدْحُوراً (18) وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُوراً {الاسراء: 18-19} .
- العلم بالله تعالى وبأسمائه وصفاته وشرعه, وكما قال تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء {فاطر: 28}. وكما قيل: من كان بالله اعرف كان لله أخوف.
- ثم أوصيك بالإكثار من القراءة عن أحوال الصالحين والاقتداء بهم.
أخي وأختي…أن في أيام رمضان أيام الخير و البركة لفرص عظيمة يرجع فيها العبد إلى ربه حين تصفد الشياطين وتفتح أبواب الخير وتكثر الطاعة فعد الى ربك وتقرب منه وتوجه اليه وتخلص من قيود المعاصي و أسوار الخطايا وعندها ستجد العين تدمع والقلب يخشع.